"الغارديان": حكومة ستارمر تتجه لتشديد القواعد على الطلاب الدوليين المتقدمين للجوء
"الغارديان": حكومة ستارمر تتجه لتشديد القواعد على الطلاب الدوليين المتقدمين للجوء
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد، أن حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر تعتزم اتخاذ خطوات صارمة للحد من طلبات اللجوء المقدمة من الطلاب الدوليين في المملكة المتحدة، في إطار توجه أوسع لمعالجة أرقام الهجرة المرتفعة، بعد سلسلة من الخسائر الانتخابية المحلية أمام حزب الإصلاح اليميني.
ورقة بيضاء توضح معالم الإصلاح
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية تستعد لنشر "ورقة بيضاء" حول إصلاحات الهجرة منتصف شهر مايو الجاري، تتضمن تدابير جديدة تستهدف الحد من عدد حاملي تأشيرات الطلاب الذين يتحولون إلى طلب اللجوء فور انتهاء فترة دراستهم.
وتعمل وزارة الداخلية على وضع اللمسات الأخيرة لهذه السياسات الجديدة خلال هذا الشهر، والتي تهدف، بحسب الحكومة، إلى الحد من ما وصفته بـ"انتهاكات نظام التأشيرات" واستغلاله بطرق لا تتفق مع غاياته الأصلية.
أرقام رسمية تكشف أبعاد الأزمة
وكانت وزارة الداخلية قد نشرت في مارس الماضي بيانات تفيد بأن من بين 108,000 شخص تقدموا بطلبات لجوء في بريطانيا خلال عام 2024، نحو 16,000 منهم كانوا يحملون تأشيرة طالب، ما أثار جدلاً واسعاً حول الثغرات في النظام الحالي.
وأثارت هذه الأرقام انتقادات داخل الحكومة، حيث عدّت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، هذه المعطيات تُظهر "استغلالاً ممنهجاً" لنظام الهجرة، إذ يدّعي بعض المتقدمين قدرتهم على إعالة أنفسهم ماليًا للدراسة، ثم يلجؤون لاحقًا إلى طلب الحماية الدولية بعد انتهاء صلاحية تأشيراتهم.
وبحسب مصادر مطلعة في وزارة الداخلية، فإن هذه الخطوات لم تأتِ كرد فعل مباشر على تقدم حزب الإصلاح، بل كانت قيد الإعداد منذ أشهر ضمن برنامج شامل لحزب العمال، يتضمن خفض صافي أعداد المهاجرين، كما وعد الحزب في بيانه الانتخابي الصيف الماضي.
تأتي هذه التحركات الحكومية في وقت يتصاعد فيه الجدل السياسي حول الهجرة في بريطانيا، حيث يشكل ملف اللجوء والهجرة أحد أكثر الملفات حساسية في الرأي العام، ولا سيما مع تصاعد الأصوات اليمينية المطالبة بتشديد الرقابة على الحدود والحد من الهجرة القانونية وغير القانونية، ويبدو أن حكومة العمال تسعى إلى إحداث توازن بين الالتزام بحقوق الإنسان والاستجابة لضغوط الداخل السياسي.